إن أي أمة من الأمم لابد أن تسعى لبناء مجتمعها
على أسس قوية ثابتة من العناصر المخلصة التي تساهم
في رفع شأن أمتها وتعمل على تقدمها .
وتحتاج هذه العانصر إلى محاضن تريوية صالحة حتى
تخرج إلى الحياة وقد تم تربيتها تربية قوية لأداء دورها.
ومنذ القدم كانت الأسرة هي المحضن الأول
الذي تتربى فيه الشعوب والأمم من خلال تربيتها لأفرادها .
وبقدر نجاح الأسرة في ترية أبناءها تربية صحيحة
بقدر مساهمتها في بناء مجتمعها وتقويته ورقيه ...
أما إذا فشلت الأسرة في هذه التربية فإن الدمار والخراب
يحل بمجتمعها لأن الأفراد الذين ينشأون بصورة سيئة
أو يتعرضون لمشاكل أسرية لا يتوقف تأثيرهم على انفسم
فقط وإنما على المجتمع المحيط بهم ككل ...
وتكون العواقب وخيمة لذا وحب علي أن أنبه إلى
أن المشكلات الأسرية تفسد التربية وتنشأ جيلا ضعيف
الشخصية غير قادر على الإعتماد على نفسه.
إن المشاكل الأسرية بأنواعها المختلفة تؤثر سلب على الأبناء
فقد تؤدي إلى الأمراض النفسية
فمثلا إذا رأى الابن أباه وأمه يتجادلان بصوت عال
ثم يتطور الجدال إلى صراخ و شتم ومن ثم إلى ضرب الأب للأم
او هجرة الأم للأب فقد يذعر ويسبب ذلك الأرق المزمن له بحيث لا يستطيع نسيان تلك الحادثة رغم تفاهتها بالنسبة للأم والأب
وقد يؤدي ذلك إلى حقد الابن على الأب لأن أباه يظلم أمه
أو العكس وقد يؤدي ذلك إلى السرحان واللامبالاة والإهمال
أو ضعف الشخصية حيث سيكون فريسة سهلة لأصدقاء السوء
حيث سيجرونه بسهولة بالغة نتيجة لثقته بهم
إلى عاداتهم السيئة مثل التدخين والكذب وما إلى ذلك من
ما أخجل حتى ذكره.
ثم إنها قد تؤثر على التحصيل الدراسي للطالب الذي يعاني
من مشاكل أسرية لأنه سيجد أن لا رقيب عليه يحاسبه
ويشجعه أو في حالة الطلاق قد يجبر على التنقل بين منزل
الأب و منزل الأم مما سيسبب له التشتت الذهني أو قد يتعرض
في غالب الأحيان لظلم زوجة الأب لسبب واحد أنها تشعر بأنه
سيأخذ حقها وحق أبنائها لذا تحاول إبعاده عن أبيه وتشويه سمعته